الغاضب الصغير.. لا تجعليه يستفزك

التعامل مع الطفل الغاضب مشكلة تواجه الكثير من الأمهات، فمع بكاء الطفل وعويله وصراخه لا تعرف كيف تتصرف: هل ترضيه أم تعاقبه أم تضربه أم تتجاهله أم ماذا؟
في ما يلي بعض النصائح التي تمكنك من ترويض هذا الغاضب الصغير.

إن كنت تغضبين دائما، فيجب أن تتوقفي فورا من أجل طفلك. فالطفل الذي يشاهد والديه في نوبات غضب يصرخان ويرميان الأشياء، ويستخدمان الإهانات والشتائم سيكبر وهو يقلدهما. أفضل شيء يمكن أن تقدميه له أن تكوني نموذجا يحتذى.
إبقي باردة
غضب الأطفال بكل ما يحمله من صراخ وبكاء وربما تدمير بعض الأشياء يمكن أن يثير جنون الأمهات. النصيحة الذهبية التي يوجهها كل المتخصصين لكل أم هي: أبقي باردة وسيطري على أعصابك. عندما تفقدين هدوءك سيتحول الأمر إلى صراع لا طائل منه بينكما.
التجاهل
خلال نوبة الغضب يكون طفلك كمن فقد السيطرة على عقله، فالغضب يشل الجزء الأمامي من الدماغ ويفقده القدرة على التحكم في تصرفاته، وبالتالي فأي محاولة للتهدئة وجعل الأمور أفضل لن تفيد، وتبدو محاولتك لتهدئة طفلك كمن يحاول تعليم شخص يغرق السباحة.
أفضل شيء تقومين به أثناء نوبة الغضب التي تجتاح طفلك تجاهله لبعض الوقت حتى يهدأ.
لا تدخلي معه في مباراة للصراخ
عندما يغضب الطفل فإنه في حاجة إلى مساحة من الفضاء ليعبر عن غضبه. من الخطأ الدخول معه في مباراة من الصراخ المتبادل. عندما تصرخين عليه تستفزينه أكثر ويتمادى في التعبير العنيف عن غضبه. طالما أن غضبه لم يتعد محاولة الصراخ والبكاء، وأنه ينفس عن غضبه بطريقة غير تدميرية وبعيدة عن الإيذاء، امنحيه بعض الوقت ليستعيد ضبط النفس من تلقاء ذاته.
غيري الدفة
اهتمام الطفل بالأشياء قصير للغاية، من هنا يمكنك استغلال ذلك في إلهائه بمجرد أن تشعري أنه على وشك الانفجار. أنت أكثر الناس معرفة بالأشياء التي تلفت انتباهه. عندما تبدأ نوبة الغضب شتتي انتباهه إلى طريق آخر: هل تريد أن تساعدني في إعداد الآيس كريم؟ ما رأيك لو نشاهد فيلما لتوم وجيري؟ تعال نشتري بعض الحلوى من السوبر ماركت؟ بهذه الأفكار يمكن أن تقضي على نوبة الغضب قبل أن تبدأ.
اعرفي سبب غضبه
لدى الطفل عدد قليل من المفردات اللغوية، فحتى سن الثالثة لا يمتلك سوى 50 مفردة هي حصيلته اللغوية، وبالتالي فهو يجد صعوبة بالغة في التعبير عما يريد أن يرسله من رسائل. عندما يريد توصيل رسالة ويعجز عن ذلك عن طريق الكلمات يبدأ بتوجيهها عن طريق الغضب.
من أجل النجاح في التعامل مع غضبه وترويضه ينبغي أولا معرفة سبب اندلاعه مثل الجوع أو التعب، أو ربما استيلاء شقيقه على لعبته.
العناق
كما سبق ذكره فالحديث مع الطفل الغاضب عديم الفائدة، لكن للعناق مفعول السحر في تهدئته. عندما تبدأ نوبة الغضب كل ما عليك فعله هو إظهار المودة والحنان له بعناق مفاجئ، ولا تقولي كلمة واحدة وأنت تفعلين ذلك، سيشعر طفلك بين أحضانك بالأمان وأنك تهتمين به حتى في حالة شعورك بعدم الرضا عن سلوكه.
لا تنازلات
غضب الطفل يمكن أن يكون في بعض الأحيان نوعا من الابتزاز لتحقيق أهدافه، يغضب ويثور ويبكي ويصرخ ظنا منه أن الأم لن تتحمل كل هذا الضجيج، وستخضع لضغطه وتحقق له ما يريد. هذا هو الخطأ الذي يمكن أن تقعي فيه، الرسالة الحازمة التي يجب أن يفهمها الطفل الغاضب انه لا تنازلات عن طريق هذا السلوك السيئ.
استخدمي الحوافز
نوبة غضب طفلك يمكن أن تسبب الكثير من الإحراج في الأماكن العامة، استخدام طريقة المكافأة والحوافز يمكن أن يؤتي ثماره في ترويض الطفل الغاضب، المهم الاستخدام بطريقة جيدة. على سبيل المثال عند اصطحابه إلى التسوق اتفقي معه على انه لو ظل محتفظا بالهدوء وسلوكه الجيد طوال الرحلة ستشترين لعبة له.
لكن من المهم أن تكون الحوافز في وقت مبكر وليس بعد أن يبدأ نوبة الغضب أو في منتصفها من أجل إسكاته، لأنها في هذه الحالة ستصبح رشوة، وستكون الرسالة الخاطئة التي وصلت لطفلك: ابدأ نوبة الغضب المزعجة لكي تحقق أهدافك.
تغيير المكان قد يغير السلوك
هذه الاستراتيجية تصلح، خاصة للأطفال صغار السن. عندما تنتاب الطفل نوبة غضب فجائية حاولي أن تصطحبيه إلى خارج المكان الذي تتواجدون فيه حتى يهدأ، فتغيير المكان يمكن أن يكون سببا في تغيير السلوك في كثير من الأحيان.

استخدمي العقاب بحذر
قد ترى الأم في كثير من الأحيان أن طفلها يستحق العقاب لأنه يبالغ في غضبه وأن الأمر أصبح يحتاج إلى وضع حد لإيقافه. العقاب يجب أن يكون بحذر، فهناك شعرة صغيرة جدا بين العقاب والعدائية. تجنبي العقاب البدني لأنه قد يزيد من غضب الطفل ويجعله يتمادى، والأهم أن يكون العقاب بهدف تربوي وتعليمي بأنه يجب أن يصحح من سلوكه. وفي الوقت نفسه يجب أن نشعر الطفل بأننا نحبه وأن العقاب لسلوكه السيئ وليس لشخصه.

غضبه قد يكون صرخة للاهتمام به
في كثير من الأحيان قد يشعر الطفل، خاصة إن كان في سن كبيرة نسبيا، بعدم اهتمام الوالدين نظرا لانشغالهما في العمل طوال اليوم. الطفل في حاجة إلى من يتحدث معه ويعرف ما يعانيه من أفكار ومشاكل، لذا ففي بعض الأحيان يكون غضبه بمنزلة صرخة يعبر بها عن عدم الاهتمام به.
كما تخطئ بعض الأمهات في عدم الانتباه لأطفالهن أثناء الحديث، فعلى سبيل المثال السماح لطفلك بالحديث بينما تنهمكين بالعمل في المطبخ رسالة بان مشاكله غير مهمة، وبالتالي يكون الغضب صرخة للرد على هذه الرسالة