في ظلال آية
الشيخ صالح بن عواد المغامسي
[تفسير سورة البقرة ]
سورة البقرة هي أعظم سور القرآن بعد الفاتحة، فينبغي الحرص على قراءتها وتدبرها، وقد كان السلف يعظمون من يأخذ سورة البقرة ويعلم بما فيها من الأحكام، وقد بدأت هذه السورة بذكر صفات المتقين، ثم ذكرت صفات الكافرين، ثم ذكرت صفات المنافقين، وفيها ضرب الأمثال لبيان حال المنافقين.
سبب تسمية السورة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وبعد: غالباً ما تسمى السورة باللفظ المفرد الذي ورد فيها ولم يتكرر في غيرها، فالبقرة لم يرد ذكرها إلا في سورة البقرة، والأعراف لم يرد ذكرها إلا في سورة الأعراف، والفيل لم يرد ذكره إلا في سورة الفيل، والعنكبوت لم يرد ذكرها إلا في سورة العنكبوت، وهكذا غالب سور القرآن هذا سبب تسميتها إلا بعضها خرج عن هذا مثل سورة هود ويوسف. سورة البقرة أعظم سور القرآن بعد الفاتحة باتفاق العلماء، وقد ورد فيها أحاديث مشتهرة، والوقت لا يسمح بذكر الأحاديث والإطناب فيها؛ لأن هذا معلوم عند الناس، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران). ......
تفسير قوله تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ...)
نبدأ في ذكر المؤمنين، قال ربنا: ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:2] جعل أول أوصافهم: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة:3] حصر بعض المفسرين الغيب بالجنة والنار وهذا خطأ بلا شك، الله جل وعلا أعظم الغيبيات، فإننا نؤمن بالله ولم نره، ونسأل الله بمنه وكرمه أن يمن علينا برؤيته في الجنة. فأعظم صفات المتقين: الإيمان بالله وبما أخبر الله عنه، فنحن نؤمن بالجنة والنار؛ لأن ربنا العزيز الغفار أخبر عنهما، فالإيمان بالغيب أعظم صفات المتقين. (وَيُقِيمُونَ الصَّلاة) الصلاة المعروفة. (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) وهم بعض أهل العلم فحصرها في الزكاة، والآية أشمل من ذلك، (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) الزكاة، والصدقات، وما كلفوا به شرعاً من الإنفاق على من يعولون، كل هذا داخل في قوله تعالى: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)، الزكاة -وهي فرض بشروطها- والصدقات، وهؤلاء المتقون مؤمنون بالغيب، ولا يمكن أن يتركوا الإنفاق العام (الصدقات)، كما يدخل فيها حقوق القرابة ممن يعولوهم كإنفاق الرجل على أولاده.. على زوجته.. على والديه إن كانا معسرين، وأمثال ذلك. ......
تفسير قوله تعالى: (أولئك على هدى من ربهم ...)
قال الله تعالى: أُوْلَئِكَ [البقرة:5] سواء الموصوفان أو الموصوف الواحد: أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة:5]، وكيف لا يكونون مفلحين وهم على هدى من الله؟ وكيف لا يكونون على هدى من الله وقد آمنوا بما أنزل من كتاب؟ فهي أمور يستلزم بعضها بعضاً، وطرائق يسوق بعضها بعضاً إلى الخير.
إذاً: أعظم صفات المتقين مذكورة في الخمس الآيات الأول من سورة البقرة. ......
الخميس يوليو 10, 2014 4:13 pm من طرف اسلام
» Holiday package to cairo
الأربعاء أكتوبر 12, 2011 4:32 am من طرف المدير العام
» MMS دواء لعلاج للسرطان و معظم الأمراض1
الجمعة مارس 25, 2011 11:37 pm من طرف المدير العام
» MMA دواء لعلاج السرطان و معظم الأمراض2
الجمعة مارس 25, 2011 11:37 pm من طرف المدير العام
» بركة بر الوالدين تُرى في الدنيا قبل الآخرة
الأربعاء مارس 02, 2011 3:20 am من طرف المدير العام
» لا تندم
الأحد فبراير 20, 2011 1:24 pm من طرف المدير العام
» انغام- أغنية في وحدة بتحبك أوي
الخميس فبراير 17, 2011 4:26 am من طرف المدير العام
» ابتسم واطرح بوادر الحزن عن وجهك
الجمعة فبراير 11, 2011 2:18 am من طرف malek
» خــــــــــسارة
الجمعة فبراير 11, 2011 2:00 am من طرف malek